عرض مشاركة واحدة
قديم 07-14-2016, 04:00 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
الرتبة:
Beautiful baby
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية السفير المجد

البيانات
التسجيل: Jun 2016
العضوية: 1
الجنس : ذكر
المشاركات: 995 [ +]
بمعدل : 0.35 يوميا
اخر زياره : يوم أمس [+]
الدولة: algeria
الاقامه : *****
علم الدوله :  algeria
معدل التقييم: 20
نقاط التقييم: 10
Array [reputationdisplay]
 


اخر مواضيعي
التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:

المنتدى : منتدى الأساتذة


افتراضي تنمية الكفاءات وفق وضعيات التعلم(وضعية مشكل، وضعية إدماج، وضعية التقويم)


تهدف إصلاحات الأنظمة التعليمية إلى تحديث مقاصد وغايات التعلم لجعلها أكثر انسجاما مع حاجات الأفراد والمجتمع. دلك لتحقيق تكوين وتعليم الأجيال المتمدرسة وتثقيفهم بشكل أنجع. وحتى تصبح المدرسة أكثر نفعا ونجاعة، وتستجيب لمتطلبات العصر بالنسبة للفرد المتعلم، أصبح لزاما عليها أن تهتم بتكوينه ومنحه القدرات والمهارات التي تسمح له فعلا أن يكون كفء. دلك ليتمكن من القيام بمهام تنفعه وتنفع المجتمع مستقبلا.
تشكل الكفاءات الضرورية للمتعلمين، بالنسبة لعمليتي التعليم والتعلم مقاربة بيداغوجية ملائمة للاستثمار البشري. ما جعل تبني المنظومة التربوية الجزائرية للمقاربة بالكفاءات في مناهجها التعليمية وكتبها المدرسية، يعمل على بلورة الكفاءات الضرورية المراد إكسابها للمتعلمين عن طريق تعليم التعلم. دلك حتى يتسنى لهم القدرة على مواجهة مختلف التحديات والتكيف الصحيح مع الوضعيات الجديدة التي يمكنهم أن يصادفونها في الحياة اليومية.
وعليه، إذا كانت المقاربة بالكفايات من حيث مقاصدها وغاياتها مثيرة للإعجاب والتفاؤل من طرف بعض المربين، والمهتمين بالعملية التربوية وواضعي المناهج. إن الواقع التربوي لا يعكس دلك، حيث نجد معظم مدارسنا الجزائرية في التعليم الابتدائي بصفة خاصة، لا زالت تطرح عدة تساؤلات من طرف المعلمين و الممارسين على مستوى التطبيق والممارسة حول :
1 ـ ما المقصود ببيداغوجيا الكفاءات في الممارسة التعليمية – التعلمية وما دور العلم فيها ؟
2 ـ ما هي كفاءات التعلم في الممارسة التعليمية ـ التعلمية؟
3 ـ ما المقصود بالوضعية وما هي استراتيجيات التعلم وفق مختلف وضعيات التعلم ؟
أولا /المقاربة بالكفاءات مدخلا بيداغوجيا في الممارسة التعليمية – التعلمية:
تمثل المقاربة بالكفاءات مدخلا تربويا وبيداغوجيا، متأسسا على مفهوم جديد للممارسة التعليمية التعلمية مفاده أن " التربية في عصر الحداثة والعولمة، أضحت تشكل السبيل الأوحد للاستثمار في الرأسمال البشري. ما جعلها تتأسس على مبدأ التكيف باعتماد بيداغوجيا منطلقة من حاجيات وإمكانات المتعلم لبلورتها وفق متطلبات المحيط الاقتصادي، والسوسيوثقافي ...، لهدا اعتمدت مقاربة الكفاءات السيكولوجيا الذهنية (المعرفاتية)، بغرض توظيف الإمكانات الذهنية للمتعلمين داخل النشاط البيداغوجي، ضمن إستراتيجية ديداكتيكية متأسسة على الوضعيات – المشكل، دلك حتى يتأهل على غرار المتعلمين بشكل يمكنهم من المواجهة الفعلية لكافة المستجدات التي يمكن أن تبرز داخل محيطهم الحالي والمستقبلي " (عبد الكريم غريب،2008).
أما مصطلح المقاربة APPROCHE من ناحية التطبيقات التعليمية– التعلمية ، فيقصد به تصور وبناء مشروع عمل، يكون قابلا للإنجاز في ضوء خطه، أو إستراتيجية تأخذ في الحسبان كل العوامل المتداخلة في تحقيق الأداء الفعال، والمردود المناسب للمتعلم. دلك من حيث الطريقة، الوسائل و المكان والزمان، مع الأخذ بعين الاعتبار خصائص المتعلم. أما من حيث الممارسة التعليمية التعلمية فيقصد بالمقاربة بالكفاءات الطريقة، أو المنهج في إعداد الدروس والبرامج التعليمية، بحيث يقوم المعلم بالتحليل الدقيق للوضعيات التي يتواجد فيها المتعلمون، أو تلك التي سوف يتواجدون فيها. بالإضافة إلى تحديد الكفاءات المطلوبة لأداء المهام ، وتحمل المسؤوليات الناتجة عنها. وعلى هدا الأساس ، قام واضعي المناهج بترجمة الكفاءات المختارة ( المستهدفة) إلى أهداف وأنشطة تعلمية يقوم بها المتعلم . ما قد يسهل عمل المعلم .
أما المعرفة التي ترمي إليها العملية التعليمية- التعلمية وفق المقاربة بالكفاءات، فهي تتمثل في: المعرفة المحضة (المجال المفاهيمي)، والمعرفة الفعلية ( المجال المهاراتي ) والمعرفة السلوكية (مجال المواقف ). ولقد أصبحت هذه المعارف ، تمثل المعارف الضرورية التي يستند إليها التعلم لاكتساب كفاءة من الكفاءات المستهدفة. ما جعل الأساس في البيداغوجيا الحديثة، هو التركيز على الكفاءة، لا على المعلومات كما كان في التعليم التقليدي. لهدا، ينبغي أن تختار محتويات التعليم انطلاقا من الكفاءات الواجب تنميتها عند المتعلمين، قصد تعليم التعلم.
وحتى تصبح عملية التعلم ذات دلالة بالنسبة للمتعلم، لا بد من جعله يستفيد من المعارف المختلفة، في معالجة واقعه المعيشي، وإشعاره بفاعليتها في علاج عمل معقد. دلك بتفعيل وبإسهام مختلف المواد في حل مشاكل معقدة، " ما يساعد المتعلم في قياس الفرق بين ما يعلم ، و ما يجهل من أجل إيجاد حل لوضعية معقدة". (Reogers Xavier,2000).
أدخلت المقاربة بالكفاءات المجال التربوي، نتيجة النظرية البنائية لجان بياجيه، ما أدى إلى تأسيس النموذج البيداغوجي البنائي، الذي يستلزم الانتقال من منطق التعليم إلى منطق التكوين بجعل المتعلم قطب الفعل التربوي. ما دفع بالمناهج الجزائرية نتيجة الإصلاح التربوي إلى " جعل المتعلم محورا أساسيا لها، تعمل على إشراكه في مسؤولية قيادة وتنفيذ التعلم. وهي تقوم على اختيار وضعيات تعلمية، مستقاة من الحياة في صيغة مشكلات ترمي عملية التعلم إلى حلها باستعمال الأدوات الفكرية ، وبتسخير المهارات والمعارف الضرورية لدلك " (مناهج السنة الأولى من التعليم الابتدائي، 2003 ،ص4) .
وحتى تصبح المقاربة بالكفاءات ذات فعالية في الممارسة التعليمية - التعلمية، لا بد أن يكون المعلم على دراية بمبادئها ، وبالدور الأساسي الذي يجب أن يقوم به
1 - مبادئ المقاربة ـ بالكفاءات:
تتميز المقاربة بالكفاءات التي تحث على بناء المعرفة وفق النظرية البنائية ، بمبادئ تتمحور بصفة خاصة حول تفعيل القدرات العقلية للمتعلم من خلال الممارسة الذاتية. أما المبادئ فنلخصها فيما يلي :
1-1- تعمل المقاربة بالكفاءات على بناء المعرفة وتنمية القدرات العقلية المختلفة. لهدا، لا بد من جعل المتعلم يسترجع معلوماته السابقة (المعرفة القبلية) ، قصد ربطها بمكتسباته الجديدة لبناء مفاهيم علمية جديدة وبالتالي حفظها في ذاكرته البعيدة .
1-2- تشجع المقاربة الحديثة على عملية التطبيق، أي حتى يكتسب المتعلم الكفاءة المستهدفة، عليه بممارستها لعدة مرات بغرض التحكم فيها. دلك لكون الكفاءة تمثل القدرة على تفعيل المعرفة المفاهيمية ،المعرفة الوجدانية، والمعرفة السلوكية في وضعية ما، حيث يكون المتعلم نشطا في تعلمه.
1-3- ليصل المتعلم إلى مستوى التحكم في كفاءات التعلم التي تعرض عليه في المجال التعليمي، على المعلم تكليف المتعلم ممارسة نفس الكفاءة وتكرارها عدة مرات حتى يتسنى له الإدماج، قصد الوصول به إلى مستوى المهارة.
1-4- تسمح وضعية الإدماج بتكوين المعرفة الحديثة بناء على المعرفة القبلية بعد زعزعتها، وإدراك الفرق بينهما، ما يؤدي إلى تنمية القدرة واكتساب الكفاءة.كما يتيح الإدماج للمتعلم التمييز بين مكونات الكفاءة والمحتويات، ليدرك الغرض من تعلمه .
1-5 - تسمح المقاربة الحديثة لكل من المعلم والمتعلم بالربط بين أنشطة التعليم وأنشطة التعلم وأنشطة التقويم التي ترمي كلها إلى تنمية كفاءات التعلم. (Xavier,2000 Reogers).
2 ـ دور المعلم في المقاربة بالكفاءات:
تعطي المقاربة بالكفاءات، أهمية للمتعلم بجعله محور العملية التعليمة . ما يجعل دور المعلم يختلف كل الاختلاف عن دوره في التعليم التقليدي الذي أعطى أهمية للمعلم ومادة التعليم. أما دور المعلم في المقاربة بالكفاءات ، نلخصه فيما يلي:
2-1- يحدد البيداغوجيا التي تجعل المتعلم محور العملية "التعليمية-التعلمية، دلك بجعله يقوم بأنشطة ذات معنى بالنسبة له ، وبإنجاز المشاريع وحل المشكلات، ويتم ذلك إما فرديا أو جماعيا.
1 -2 - يقوم بتحفيز المتعلمين على العمل وفق طريقة التعليم النشط، قصد توليد الدافع للتعلم والانجاز، دلك بتكليفه بمهمة تناسب وتيرة عمله، وتتماشى وميوله، واهتمامه .
2-3- يقوم بتنمية المهارات وإكساب الاتجاهات، الميول والسلوكات الجديدة ، ما يستلزم منه العمل على تنمية قدرات المتعلم المختلفة: العقلية (المعرفية) ، العاطفية (الانفعالية) والنفسية-الحركية، وقد تتحقق هده العملية إما منفردة أو متجمعة.
2-4- يعطي أهمية للمضامين العلمية، أو ما يسمى بمجال تعلم الكفاءة بإدراجها في إطار ما ينجزه المتعلم لتنمية كفاءاته في المجالات الثلاث، كما هو الحال أثناء إنجاز المشروع.
2-5 – يأخذ بعين الاعتبار الفروق الفردية، ويركز على نشاط المتعلم في العملية التعليمية ـ التعلمية . وعليه أن يربط التعليم بحياة المتعلم ، من خلال تثمين المعارف المدرسية بجعلها قابلة للاستعمال في مختلف مواقف الحياة من خلال تحويل المعرفة العلمية إلى معرفة نفعية أدائية.
2-6- يعمل على جعل المتعلم يتعلم عن طريق الممارسة الذاتية، بتوجيهه إلى اكتشاف أحكام المادة التعليمة، وإشراكه في مسؤولية قيادة و تنفيذ عملية التعلم .
2-7 ـ يخطط لوضعيات ونشاطات التعلم ، يصمم مخططات إنجاز المشاريع لتحقيق الكفاءات المستهدفة . يعمل على أن تكون وضعيات التعلم مستقاه من الحياة في صيغة مشكلات ترمي عملية التعلم إلى حلها بتوظيف القدرات العقلية.
2-8 – يساعد المتعلم في عملية التقويم الذاتي، حتى يتمكن هدا الأخير من تعديل مفاهيمه السابقة واكتساب طريقة علمية لحل المشاكل التي يمكنها أن تصادفه في حياته اليومية .
والجدير بالذكر هنا ، هو أنه لا يمكننا أن نتكلم عن المقاربة بالكفاءات التي تتمحور حول تعلم المتعلم عن طريق الممارسة الذاتية ،دون أن نتطرق إلى كفاءة التعلم المستهدفة ومكونتها ، حيث يساعدنا دلك فيما بعد في تنظيم إستراتيجية تعليم وتعلم الكفاءة.
ثانيا ـ مفهوم كفاءات التعلم في المجال التعليمي ـ التعلمي
تمثل الكفاءة في المجال التعليمي – التعلمي" استعداد شخص في أخذ القرار، و القدرة المعترف بها في مادة ما. في مجال اللغة: تمثل الكفاءة، المعرفة اللغوية الضمنية، يظهرها الأفراد اللذين يتكلمون لغة معينة. أما الفرد الكفء، هو الذي له معرفة أو معلومات معمقة في مادة ما، أي قادر " (211 Dictionnaire Larousse, 1984, P ).
تفيد الكفاءة في" الإدماج الوظيفي للمعارف (savoir)، والمعارف الفعلية ( savoir faire)، والمعارف الوجدانية ( savoir être)، ومعارف الوجود مستقبلا ( (savoir devenir. كما تمكن الكفاءة ، الفرد من التكيف مع المحيط عند مواجهته لعدد من الوضعيات قصد حل المشكل " ( Romainville et autre, 2001.).
وتمثل الكفاءة أيضا " معرفة مشخصة يطبق فيها عدة قدرات، أو قدرة في مجال مفاهيمي، أو في مجال مادة تعليم معينة " (MERIEU Philippe 1987, P130). أما عن مكونات الكفاءة، هي "مجموعة من السلوك الكامن: الوجداني، المعرفي، والنفس حركي الذي يسمح للفرد بممارسة نشاطه المعقد بفعالية. ما يجعل الكفاءة تشمل المعرفة العلمية، والمعرفة الفعلية، والمعرفة الوجدانية.
أما من حيث واقع الكفاءة " يمكننا تحليله من خلال النشاط اليومي، وتحديد المعرفة، المعرفة الفعلية لشخص ما، من خلال وضعه في موقف ما " (Guy Baloup et Marc Lavigne, 1988, P19.). أما فيما يخص المصطلحات المعرفية، نجد الكفاءة تشمل في نفس الوقت المعلومات الكاشفة (déclaratif)، والمعلومات الإجرائية (procédurales) والمواقف(situations) " (RAYNAL Françoise et RIEUNER Alain, 1997, P 76-77. ).
على هدا الأساس، يمكننا القول أن كفاءات التعلم في المجال التعليمي – التعلمي هي : استعداد الفرد للتعلم الأكاديمي . في المجال التعليمي – التعلمي، تمثل الكفاءات مجموع القدرات المعرفية، والقدرات الوجدانية ، والقدرات النفس - حركية التي تسمح للمتعلم ممارسة عملية التعلم بفعالية انتقالا من التعلم البسيط إلى التعلم المعقد . ما يسمح له
بالتالي إظهار ما اكتسبه من كفاءات في وضعة – مشكل خاص بمادة تعليمية ما، أو مشكل قد يصادفه في حياته اليومية، ما يدل على بنية معارف (مفاهيمية ومنهجية، لها علاقة بمجالات تكوين الشخصية ) لدى المتعلم.
1 ـ خصائص كفاءات التعلم في بيداغوجيا الكفاءات :
لكفاءات التعلم عدة خصائص يتمحور معظمها حول قدرة المتعلم في تفعيل التعلم من خلال الأداء والسلوك القابل للملاحظة . وتتمثل هده بصفة عام في:
1-1 ـ تعبر الكفاءة - هدف عن النتيجة المتوقعة في نهاية مسار التعلم، الذي تختلف مدته باختلاف تعقد الكفاءة.
1-2ـ تتأسس الكفاءة - قدرة على بنية معارف مدمجة، أي تتأسس على بنية مفاهيمية ومنهجية مرتبطة بالمجالات بناء الشخصية.
1-3ـ تعتمد الكفاءة بنية معارف مفاهيمية ومنهجية، حيث تشكل المعارف المفاهيمية الجزء الذي يجيب على السؤال لماذا؟ في حين تشكل المعارف المنهجية الجزء الذي يجيب على السؤال كيف؟
1-4ـ تعتمد الكفاءة بنية المعارف المرتبطة بالمجالات الثلاثة ،أي ترتبط الكفاءة في نفس الوقت بالمجالات: المعرفية ، النفس حركية، والسوسيو وجدانية. ما يجعل الكفاءة متعددة الأبعاد.
1-5ـ ترتبط الكفاءة قدرة ممنهجة ومستعرضة بجملة من الأفعال لنمط من الوضعيات، وهي خاصة بمجال أنشطة معينة . وعلى التلميذ تجاوز خصوصية كل فعل.
1-6ـ الكفاءة قدرة مقننة ، وقدرة على الفعل الناجع، حيث تعتبر النجاعة، قدرة تتم بشكل مستقل على حل المشكل بسرعة. خاصة ما يرتبط منها بنمط واحد ومشترك من الوضعيات، على أن تتم تلك الحلول وفق معيار محدد. وتشكل النجاعة، منتوج مجموعة خصائص الكفاءة باعتبارها القدرة على الفعل المستقل ومنهجا وتحويلا قارا ومقننا (بيير ديشي، ترجمة غريب،2003، ص 20 - 23).
أما مؤشرات الكفاءات المستهدفة(القاعدية)، أي تلك التي يجب إكسابها للمتعلم. نجدها ترتبط بنوع محدد من المهام التي تندرج في إطار مواد دراسية أو ضمن مجالات تربوية أو بميادين معينة للتكوين. كما ترتبط بمجالات الشخصية، حيث تبعت الكفاءات القاعدية " إلى التحكم والتوظيف والتطبيق للمعلومات والمنهجيات ـ فهي تعتقد التغيرات المرتبطة بالنشاط الإنساني مسؤولية كل مواطن " ( Journal officiel L 394 du 30.12.2006.).
2 ـ مميزات كفاءات التعلم في العملية التعليمية ـ التعلمية:
كما توجد للكفاءة خصائص، يوجد لها أيضا مميزات تكشف عن فعاليتها، وعن الموارد المراد تفعيلها . أما فيما يخص المميزات ، فهي كالتالي:
2-1 - تجند الكفاءة مجموعة من الموارد: ويقصد بالتجنيد الاستعمال، والتطبيق، والتكييف والتمييز والإدماج...، كما يقصد بالتجنيد، القيام بمجموعة من العمليات العقلية المعقدة والمرتبطة بوضعيات ستعمل على تحويل المعارف. أما التحويل فهو عملية إعادة استثمار المكتسبات في وضعيات أخرى مشابهة، ومغايرة للأولى التي تم من خلالها اكتساب المعرفة، أو الاتجاه أو المهارة.
ونفهم من هدا، أن فكرة التحويل تشير إلى نقل المعرفة من مكان بنائها إلى مكان استعمالها. أما فكرة تجنيد الموارد، فهي تركز على نشاط المتعلم. أما الموارد، فهي تتمثل في القدرات التي يتضمنها الفرد المتعلم لممارسة كفاءة ما، وهي نوعان:
أ ـ الموارد الداخلية : تمثل هده مجموع، ما يمتلكه المتعلم من القدرات العقلية العامة، والتصورات والمهارات، والمفاهيم والمعلومات والميول والاتجاهات، والمهارات الحركية في علاقاتها بالمعرفة وبواقعه وبثقافة مجتمعه.
ب ـ الموارد الخارجية: وتشمل المعطيات، والوثائق ،والأدوات والوسائل التي يكون الفرد بحاجة إليها لممارسة الكفاءة .
2 -2- الكفاءة ذات طابع (نفعي): تنص هذه الميزة على أن تسخير الموارد ، لا يتم بشكل عفوي أو مدرسي فقط ، بل تؤدي هدا التسخير وظيفة اجتماعية ، بمعنى أنها تفيد من يمتلكها ، وهي ذات دلالة بالنسبة إليه. ويكون تسخير الموارد من طرف المتعلم من أجل : إنتاج شيء ما ، أو حل مشكلة تطرح عليه خلال نشاطه اليومي، سواء داخل المدرسة أوخارجها .
2-3- الكفاءة ترتبط بعائلة من الوضعيات :لا يمكن فهم كفاءة ما، إلا بالرجوع إلى الوضعيات التي تمارس فيه ، فالكفاءة تنمى في إطار عائلة من الوضعيات . أما إذا أنجزت في وضعية واحدة سيترتب عن ذلك تكرارا لما سبق للمتعلم أن اكتسبه
2-4- الكفاءة ذات صلة بالمواد الدراسية : ترتبط هذه الميزة بسابقتها ، وهي ناتجة عن كون الكفاءة لا تعرف، إلا في إطار فئة من الوضعيات المتعلقة بمشكلات خاصة، ومرتبطة بالمادة الدراسية. ومن المؤكد أن بعض الكفاءات التي تنتمي إلى مواد مختلفة (الكفاءات المستعرضة) تكون أحيانا قريبة من بعضها البعض، وبذلك تصبح قابلة للتحويل. .. ( عبد الله قنفود، عرض حول المقاربة بالكفاءات ، fichier PDF 15 pages ).
2-5- الكفاءة قابلة للتقويم : تتم عملية تقويم الكفاءة أثناء ممارستها، أو في نهاية المهمة المتعلقة بها ، ويعنى ذلك أنه يمكن تقويم الكفاءة من خلال نوعية السيرورة بمعزل عن النتيجة المنتظرة ، أو من خلال إنتاج التلاميذ وفق بعض المعاني.
وعليه ، إدا كانت المقاربة بالكفاءات، تعمل على بناء المعرفة، وتربط المكتسبات بعضها ببعض ليتم تمثلها (دمجها) من قبل المتعلم بصفة شاملة يعبر عنها بالكفاءة ، نجد أن الكفاءة تسعى إلى تحقيق مستوى من الأداء يمثل خلاصة لعملية إدماج مستمر بين المكتسبات في وحدات المادة الواحدة أوفي مختلف المواد.هذا ما يتطلب من المعلم مراعاته عند تخطيط إستراتيجية التعلم وفق المقاربة بالكفاءات التي تعتمد التعلم في وضعيات مختلفة (وضعية - مشكل، وضعية - إدماج ، ووضعية - تقويم) .
ثالثا - إستراتيجية التعلم في وضعيات - التعلم :
تبين القراءات المختلفة أن الوضعية تمثل سياق حدثي لتفاعل الذات مع الموضوع لتحقيق هدف معين . وفي بعدها الفلسفي تحيلنا الوضعية على الوقائع التجريبية، ومن ثم تشكل دعوة الذات إلى التفكير العميق وجمع مداخل فعلها وانفعالها بالموضوع. أما في المجال التعليمي، هي إشكالية يتم إيجادها لتكون تعلما عند توظيف مجموع المعارف و القدرات، و المهارات من أجل أداء نشاط محدد. ويتفق الباحثون على أن الوضعية تكون ذات دلالة بالنسبة للمتعلم إذا:
– جعلت المتعلم يستفيد من معارفه في معالجة واقعه المعيش .
- جعلته يشعر بفاعليتها وجدواها في علاج عمل معقد .
- سمحت له بتفعيل إسهام مختلف المواد في حل مشاكل معقدة .
- سمحت له بقياس الفرق بين ما يعلم، و ما يجهل من أجل إيجاد حل لوضعية معقدة.
وتضيف أدبيات الموضوع، أن استراتيجيا ترتبط " المقاربة بالكفاءات" بفكرة وضعية - مشكل situationـ problème التي تنتمي إلى عائلة من المواقف المحددة .
ما يجعل من الكفاءة المراد إكسابها للمتعلم تحدد بالمعرفة الفعالة (النشطة). وهي تتمثل في موضوع نشاط يتمحور حول مشكل، أوتساؤل، أوانشغال،أوتصور... يرتبط بواقع أو تجارب عاشها أو عايشها المتعلم، تكون قد أثارت حيرته وفضوله. لهذا ، أصبح لزاما على المعلم أن يكون ملما لمنطلقات الاستراتيجية التعليمية ـ التعلمية التي تتوقف في المرحلة الأولى على تحديد الوضعيات والتمييز بينها . حيث نجد الباحث كزافيه روجرز يؤكد على أن لاكتساب الكفاءة ، لا بد من المرور بثلاثة وضعيات: وضعية ـ مشكلة ديداكتيكية، وضعية إدماج ، و وضعية تقويم . ( 2000 ( Reogers Xavier ,


1- وضعية ـ مشكلة - ديداكتيكية:
تمثل وضعية – مشكل وضعية في سياق تعليمي ـ تعلمي، تكون ذات دلالة ومعنى للمتعلم، فهي تستهدف بالدرجة الأولى زعزعة البنية المعرفية السابقة ( القبلية ) ، من أجل بناء التعلمات الجديدة المترتبة على الكفاءة ، وتتسم هذه الوضعية ب:
1-1- " وضعية الاستكشاف تكون في بداية الدرس.
1-2- تسمح بتعبئة مكتسبات مندمجة.
1-3- ترشد المتعلم نحو إنجاز مهمة ذات دلالة تعليمية - تعلميه علمية، أو اجتماعية، أو ثقافية...
1-4- تحمل معنى ذاتي بالنسبة للمتعلم في حياته الخاصة أو العامة.
1-5- تشكل للمتعلم تحديا في مقاربتها، حيث تجعله يحس بأنه في أمس الحاجة إلى اكتساب كفاءة معينة لمقاربة الوضعية بطريقة فعالة. وبذلك تتولد لديه رغبة التعلم، ويسمى هذا بالوظيفة الديداكتيكية لهذا النوع من الوضعيات. وهي وظيفة تحفيزية على فاعلية بناء التعلمات المرتبطة بالكفاءة. ليست هذه الوضعية تمرينا ، وإنما مقاربة لمشكل أو إشكالية ما. ( 2000 ( Reogers Xavier ,
كما تمثل وضعية – مشكل ، الإطار الأكثر واقعية،والمهمة التي يواجهها المتعلم، قصد تشغيل المعارف المفاهيمية والإجرائية الضرورية لبلورة كفاءاته والبرهنة عليها . وحسب ديشي تتسم الوضعية – المشكل بما يلي:
1-6- باقتراح مهمة على المتعلم ينبغي أن يقوم بها .
1-7- بتشكيل مشكل، لكون المتعلم، لا يمتلك كل ما هو ضروري لحلها.
ـ ما توقعه كتعلم، هو بالضبط ما ينقص التلميذ . الآمر الذي يجعل انجازه يمر عبر التحكم في الهدف الضمني. (بيير ديشي، ترجمة غريب، 2003 ، ص250).
1-8- تجعل الوضعية ـ مشكلة ، المتعلم يواجه موقفا يستدعي توظيف مكتسباته، وهي ما يتطلبه قياس أداء المتعلم القائم على توظيف معارف لا استرجاعها.
1-9- وضعيات/ المشكلات هو الأسلوب المعتمد للتعلم الفعال. إذ أنه يتيح الفرصة للمتعلم في بناء معارف، بإدماج المعطيات والحلول الجديدة في مكتسباته السابقة" ( مناهج السنة الأولى من التعليم الابتدائي، 2003 ، ص 5).




- مكونات الوضعية - المشكلة:
تتمثل مكونات الوضعية- المشكلة في عاملين أساسيين ألا وهما:السند support، و المهمة المبنية على التعليمة consigne.
1- يتضمن السند مجموع العناصر المادية التي تقدم للمتعلم لحل المشكل.وهي كالتالي:
- السياق: ويقصد به المجال أو الإطار الذي تمارس فيه الكفاءة ( سياق تربوي، اجتماعي، علمي...)
- المرجعية: وتعني المراجع الحدثية التي تتأسس عليها الوضعية ( مرجع زمني، مرجع مكاني، مرجع حدثي...) وهناك من يدمج المرجعية في المعلومات.
- المعلومات: تعني مجموع المعطيات، التي سينطلق منها وبها المتعلم، في مقاربة الوضعية بجانب الموارد الداخلية والخارجية. وهي منطلقات المتعلم في الإنجاز سواء كانت رئيسة أو مشوشة(معلومات معرفية، أنظمة لغوية، قواعد، مفاهيم... ).
- الوظيفة: وهي هدف الوضعية التي يتم إنجاز المهمة من أجله ( صياغة نص، جمع أعداد، توظيف مفاهيم....)
ـ شروط الإنجاز: وهي حدود الوضعية التي يجب التقيد بها في الإنجاز (مثال، نص من سبعة أسطر، استعمال مولد، وأسلاك وبرغي...)
2 – أما فيما يخص المهمة، فهي مجموع التعليمات الخاصة بما سينجزه المتعلم (مثال، إنجاز عرض، تركيب دارة كهربائية...إجراء تجربة ).
- وضعية - الإدماج :
تمثل وضعية – الإدماج سيرورة ربط الموارد السابقة بالموارد الجديدة، وإعادة هيكلتها وفق التمثلات والمخططات الداخلية للفرد المتعلم، وتطبيقها على الوضعيات الجديدة لتحقيق معالجتها ومقاربتها. بمعنى أن إدماج التعلمات " يدل على السيرورة التي بواسطتها يتمكن المتعلم من زرع تعلمات جديدة داخل تعلمات سابقة. مما يجعله يعيد بنية عالمه الداخلي ، ويطبق على وضعيات جديدة ملموسة" ( ديشي ترجمة غريب، 2003 ، ص243)
بهذا ، " يصبح الإدماج يربط بين الموارد المكتسبة والمنفصلة لغاية تفعيلها وتوظيفها لتحقيق غاية معينة، أي التعاطي مع وضعية ـ مشكلة " . P24)، 2000 Reogers xavier, )
ويجعلنا هذا، نستنتج مع الباحثين أن عملية الإدماج في المجال التعليمي – التعلمي ، تتطلب من الفرد المتعلم الربط بين مكتسبات تعلمه السابقة والجديدة في إطار معين، أو من عدة أطر مختلفة ومكتسبات حالية، قصد إزالة مجموع التمفصلات بينها ، لاستثمارها وتوظيفها بعد صهرها ودمجها بهدف إنجاز مهمة معينة . ويذهب الباحثون في هدا المجال إلى أن الإدماج في العملية التعليمية – التعلمية نوعان:
- الإدماج الجزئي: يفيد الإدماج الجزئي في كونه مرحلة تأتي بعد فهم التعلمات الجديدة والتدرب عليها، في تمفصلاتها الديداكتيكية لا البنيوية، بحيث يتم هذا الإدماج من خلال وضعيات ـ مشكلة تسمح للمتعلم بتعبئة موارده الجديدة، وربطها بموارده السابقة لمقاربة تلك الوضعيات، التي تتدرج في الصعوبة والدلالة والمعنى.
- الإدماج النهائي : هو إدماج نهائي مرتبط بالكفاءة، بحيث تقدم للمتعلم وضعيات- هدف، قصد تعبئة كل موارده المكتسبة السابقة والجديدة في إطار التعلمات الحديثة لمقاربة تلك الوضعيات وتحقيق الهدف.
3- وضعية - التقويم:
يقصد بتقويم الكفاءة، تقويم القدرة على إنجاز نشاطات وأداء مهام، لا تقويم المعارف والمعلومات. مما يستلزم من المعلم إيجاد أنشطة، ووضعيات تسمح للمتعلم باستغلال جميع موارده ( المعارف، المهارات، السلوكات، القدرات)، حيث ينطلق تقويم الكفاءات من معايير، ومؤشرات تكون معدة مسبقا .
تنطلق عملية تقويم الكفاءات من الأداء المعرفي و السلوكي والمواقفي، حيث يمكننا بواسطتهم معرفة مدى تحكم المتعلم في الكفاءة المكتسبة. لهذا، لابد من معرفة مستوى الكفاءة في عملية التقويم (من الكفاءة القاعدية إلى الكفاءة الختامية )المراد قياسها. فهي كفاءات تتحقق بصفة مستمرة، إما خلال الوحدة التعليمية، والفصل الدراسي، والسنة الدراسية. وحتى تصبح وضعية التقويم ذات طابع حقيقي ينبغي على المعلم أخذ بعين الاعتبار ما يلي :
ـ يقام تقييم الوضعية، حول أسئلة ومشاكل مهمة، مثيرة ومقبولة. كما ينبغي للمتعلمين أن يستعملوا إزاءها معارف، ليتمكنوا من تحقيق إنجازات ناجعة ومبدعة.
ـ تدمج وضعية التقويم خصائص الإطار الواقعي، الذي يشتغل ضمنه المحترفون.
ـ تتطلب وضعية التقويم من المتعلم إتمام مهامه التي تتطلب مختلف أنماط المشاكل الواقعية
ـ تتطلب وضعية التقويم أن ينجز المتعلم منتجا أو إنجازا ملموسا.
ـ تقييم الوضعية على أساس معايير ومحكمات واضحة ومفهومة من طرف المتعلم.
ـ يمكن أن تشمل وضعية التقويم تفاعلات بين المقيم والمقيم ( مساعدة، مؤشرات، مصادر...)
ـ تتطلب وضعية التقويم، أن يهتم المتعلم في نفس الوقت بالسيرورة، والمنتوج، حيث يؤثر هادين العاملين على جودة عمله.
ـ تفترض وضعية التقويم، أن يبرهن المتعلم على الإبداع، وعلى مهاراته الشخصية.
ـ تشتمل الوضعية على عدد من المؤشرات الكافية لجعل الوضعية واقعية، مع عدم توفيرها للتعليمات الكثيرة حول طريقة حل الوضعية. ( بيير ديشي، ترجمة غريب، 2003 ، ص153
بناء على ما سبق ذكره ، ومن باب تقريب الفهم لإستراتيجية تعليم – التعلم وفق المقاربة بالكفاءات أو التكوين المعتمد على وضعية- مشكل، نقدم مثال نموذجي ، كأحد الأساليب المنسجمة مع بيداغوجيا الكفاءات خاص بمادة " التربية العلمية والتكنولوجيا " .

مـثـال:
تحديد مجال الكفاءة (domaine de compétence (: الهواء خليط من الغازات
صياغة الكفاءة لترجمة التعلمات المطلوب التحكم فيها: يشرح كيف يتم الاحتراق.
3- سند / الوضعيةـ المشكلة الديداكتيكية : كنت في الخارج تلعب أمام بيتك، فإذا بك تلاحظ حادث راح ضحيته سكان البيت نتيجة " الموت بالاختناق" . فبعد دخولك إلى البيت، حاولت شرح ماهية الموت بالاختناق.
4- المهمة: أشرح كتابيا في نص لا يتعدى عشرة أسطر، لماذا مات سكان البيت اختناقا؟ ذلك باستعمال خطوات التفكير العلمي و المصطلحات العلمية التي تعلمتها.
5 - السياق :تعليمي تعلمي، وقائي من الحوادث التي تسببها الغازات السامة في البيوت.
6 - المرجعية المقصودة:الحدث نفسه، مرجع سمعي - بصري وزمني ومكاني معا، مشاهد الحادثة.
7 -الموارد المستعملة:داخلية وخارجية.
ـ موارد داخلية:عمليات كامنة تنشط عن طريق الوضعية ـ المشكل وتتمثل في :
- مهارةلغوية: توظيف مصطلحات علمية وأسلوب علمي.
- مهارة كتابية: إنشاء جمل دالة، تنسيق الأفكار بأسلوب علمي.
- مهارة فكرية ( وصف، تركيب، تحليل، تعبير، دمج، معالجة، إخبار…)
- مهارة اجتماعية تكون مستقبلية: ( التأثر بالحادث، التحذير من الخطر ومد يد المساعدة، طلب نجدة في المستقبل ...)
- مهارة تربوية : ( الوقاية خير من العلاج، العمل بالنصيحة، فهم تعليمات المصادر المختلفة ...)
- مهارةتواصلية ( تبليغ الرسالة المناسبة في الوقت المناسب للجهة المناسبة )
ـ مواردخارجية:
- تجارب في المدرسة خاصة بالموضوع .
- خبرة في الموضوع، مقالات صحفية عن الموضوع، معايشة الموضوع.
- مشاهد ( حية، تلفزية)- بحوث سابقة .
8ـالتوظيف:توظيف الاستدلال العلمي والتواصل لحل المشكل.
9ـ شروطالإنجاز(معايير القياس): كتابياعشرة أسطر، استعمال خطوات التفكير العلمي، توظيف المصطلحات العلمية التي تعلمتها .
8 ـالمهمة:شرح سبب الموت بالاختناق باحترام شروط الانجاز
ملاحظة: تتحدى وضعية- مشكل المتعلم وتجعله يحس بصعوبة شرح سبب الموت بالاختناق باستعماله التفكير العلمي.ما يتطلب من المعلم برمجة تعلمات وأنشطة تعليمية تؤدي إلى بناء التفكير العلمي عند المتعلم، ليتم الانتقال بعد ذلك إلى وضعية هدف، وهي وضعية للإدماج.
ـخلاصة:
تتطلب تنمية الكفاءات توظيف بيداغوجيا الكفاءات التي تعطي أهمية كبرى للقدرات العقلية التي تفعل في وضعيات، تعلم يكون المتعلم قد عايشها أو سيعيشها . يعبر المتعلم عن مستوى التعلم بأداء أو نشاط يكون قابل للملاحظة والقياس في وضعيات ديداكتيكية مختلفة . سواء كان دلك في مجال مفاهيمي أو مجال منهجي،أين تنمو كفاءات التعلم الأكاديمية والتي تعمل على إزالة الحواجز بين المواد التعليمية للوصول إلى مستويات فكرية عليا: كحل المشكل، إدماج المعرفة ، والتقويم الذاتي.
تسمح وضعية- مشكل للمتعلم باكتساب كفاءات التعلم ومحاولة امتلاكها من خلال ضبط معطياتها لبناء المفاهيم والمعارف وفهم آليات سيرورة كفاءات التعلم وسياقاتها، كحقائق علمية قابلة للتدرب عليها وتطبيقها في وضعيات أخرى.ولتحقيق ذلك ،على المعلم تقديم أنشطة تعليمية - تعلمية في صورة وضعيات مختلفة، يتعرف من خلالها المتعلم على المكتسبات الجديدة ،ويحاول إعادة صياغتها من جديد مع تطبيقها على الوضعيات المتنوعة لتثبيتها. أما عملية التعلم في حد ذاتها، فهي تتم من خلال مرحلتي الإدماج الجزئي والختامي اللذان يسمحان بتعبئة الموارد الجديدة إضافة إلى المكتسبة.
أما التقويم، فهو يتم بوضعيات مختلفة تنتمي لنفس العائلة مع الاختلاف في الصعوبة والتعقيد، حيث يسمح التقويم للمتعلم بنقل كفاءته من مجال اكتسابها إلى مجال تطبيقها.
وعليه ، يبقى الانشغال المطروح ، هو التفكير في إستراتيجية تكوين كفاءات أو إعادة تكوين المعلمين وفق المنظور الحداثي لبيداغوجيا الكفاءات.
ـ المراجع :
بيير ديشي، ترجمة عبد الكريم غريب، 200، تخطيط الدرس لتنمية الكفايات، منشورات عالم التربية، مطبعة النجاح ، الجديدة المغرب .
2 ـ جواكيم دولز، إدمي أولانيي ، فليب بيرنو وآخرون، ترجمة عزالدين الخطابي، عبد الكرين غريب ،2005 ،لغز الكفايات في البتربية، منشورات عالم التربية ، مطبعة النجاح ، الجديدة المغرب.
3 ـ عبد الكريم غريب، ،2004، بيداغوجيا الكفايات، ط5،منشورات عالم التربية ، مطبعة النجاح ، الجديدة المغرب .
4 - عبد الكريم غريب ، 2008 ، معلم دوي الاحتياجات الخاصة في القرن الواحد والعشرين، عن مجلة تنمية الموارد البشرية ، العدد الرابع خاص بالملتقى الدولي الخامس،الجزائر.
5 ـ وزارة التربية الوطنية، 2000، المرجعية العامة للمناهج الجديدة ، الجزائر.
6 ـ مدرية التعليم الأساسي، 2003 ، مناهج السنة الأولى من التعليم الابتدائي،الجزائر .
7 - André Guittet, 1994, Développer les compétences par une ingénierie de la formation, collection formation permanente en science humaine, Paris.
8- BERNARD Rey, 1996, les compétences transversales en question, ESF éditeur , 2eme tirage ,Paris.
9- DROUIN A. Marie, 1988, compétence méthodologique , in les élèves et l’écriture en sciences ,aster n° 6, INRP, Paris,
10 - Dictionnaire Larousse, 1984 , première édition, Paris,
11 - MERIEU Philippe, 1987, Apprendre …oui mais comment ? ESF, Paris.
12 - Parlier .M, 1996, La compétence. Nouveau modèle de gestion des ressources humaines, revue Personnel, n°366.
13- RAYNAL Françoise et RIEUNER Alain , 1997 , pédagogie dictionnaire des concepts clés, apprentissage,formation et psychologie cognitif ,ESF éditeur .
14 - Romainville et autres, 2001, l’école démocratique , n° 7, juillet - septembre,Paris, .
15 – Roegiers xavier ,2000, une pédagogie de l’intégrationcompétences et intégration des acquis dans l’enseignement,Bruxelles, de Boeck,paris
16- Le Boterf .Guy, 2000, Construire les compétences individuelles et collectives, Éditions d'organisation, Philippe, Paris .
17 - Journal officiel. 2006, sur les compétences clés pour l'éducation et la formation tout au long de la vie L 394 du 30.12.2006].Recommandation du Parlement européen et du Conseil, du 18 décembre

تحميل الموضوع
تنمية الكفاءات وضعيات التعلم(وضعية مشكل،
تنمية الكفاءات وضعيات التعلم(وضعية مشكل،



jkldm hg;thxhj ,tr ,qudhj hgjugl(,qudm la;gK ,qudm Y]lh[K

 ضع تعليق باستخدام حساب الفيس بوك  

ڔڞــﯧْۧــټ ۖ بــﷲ ﷻ ۖ ڕبــٰ̍ا̍ ﯣبــٰٱ̍ﻹڛۣــﻼ̍ۙمۭ ۖ دڀــڼۨــٰ̍ا̍ ۛ ּﯟبــﷴ ۛ ּﷺ ۛ ּنۨــبــٻۧــٰ̍ا̍ ﯟﷶــٰ̍ا̍ ۗ

الدولة : algeria
معلوماتي ومن مواضيعي
رقم العضوية : 1
عدد المشاركات : 995
بمعدل : 0.35 يوميا
عدد المواضيع : 803
عدد الردود : 192
الجنس : الجنس : ذكر

لاإله إلا الله عدد ماكان,وعدد مايكون, وعددالحركات والسكون


آخر مواضيعي
عرض البوم صور السفير المجد   رد مع اقتباس

اخر 5 مواضيع التي كتبها السفير المجد
المواضيع المنتدى اخر مشاركة عدد الردود عدد المشاهدات تاريخ اخر مشاركة
رسالة خضراء قسم اللغة العربية 0 212 01-29-2024 12:23 PM
الثعلب الحنون قسم اللغة العربية 0 41 01-29-2024 12:18 PM
الزّهـرة العجيبـة قسم اللغة العربية 0 45 01-29-2024 12:15 PM
الجرة الساحرة قسم اللغة العربية 0 34 01-29-2024 12:12 PM
التضحية قسم اللغة العربية 0 36 01-29-2024 12:09 PM