من قبل كنت استمتع بكل حركة ولون في هذا الكون.
وأخذ يتساءل: ماذا حدث؟ أين اختفيت أيتها الأشجار الخضراء؟
كنت تلوحين بأغصانك وأوراقك اليانعة ، تمدين بيديك إلى السماء متضرعةً في الحرش المجاور.
ابتسمت الأشجار أسفا: لقد قطعني الإنسان ليجعل مني حطباً يستدفئ بناري في برد الشتاء.
وآخرون بنوا بيوتا جميلة من خشبي هناك. ونسوا أن يزرعوا شتلاً آخر ليكبر فيعود ويلوح لينقي الجو.
أدار آدم ظهره متجها إلى البحر. وقف بعض الدقائق متأملاً متألماً وقال له:"أتذكر ليلة الجمعة عندما استضفتك وتناجينا معا شكوت لي صمتك وشكوت لك صمتي". ماذا أصاب صفاؤك أيها البحر فلم أعد أستطيع أن أرى سوى ماءً متسخاً، وغدوت بائساً يائساً.
صمت البحر قليلا ثمّ انفجر قائلاً: ألا تعلم يا آدم أن أخوك الإنسان قد مدّ شبكة المجاري إلى مائي. ثمّ إن تلك المصانع متعددة الإنتاج ألقت بنفاياها إلي؟ أكنت سأحمل كل هذا؟ انظر حتى سرب النورس، لم يطب له أن يستنشق هواءً ملوثاَ فوق بحر ملوث، ترك صداقتي وهرب.
نظر أدم إلى الهواء الذي استنشقه نقيا في الماضي متسائلاً: وأنت يا عزيزي الهواء أهو الإنسان سبب تلوثك أيضا؟
نطق الهواء بغضب: أجل يا آدم تلوثت بسبب دخان السيارات و دخان المصانع و الحرائق و السجائر " يعني التدخين بأنواعه" و الحروب.. و غيرها.
صمت آدم متنهداً.
وسأله الهواء: ما هو التلوث؟
آدم: هو كون الشيء غير نظيف, وهو الذي ينجم عنه بعد ذلك أضرار ومشاكل صحية للإنسان و الكائنات الحية.
الهواء: أتعرف شيئاَ عن التلوث البصري؟
أدم : هو النظر لأي شيء تشوه منظره ولم يعد النظر إليه مريحا وفيه انعدام الجمال؟
الهواء: أختي التربة شكت لي، لقد أصابها ما أصاب البحر فهي التي توفر للإنسان الغذاء، حيث إن المبيدات وتراكم النفايات أتعبها.
آدم : ساعدني ماذا أفعل؟
حاول الهواء أن يكون لينا قائلا: التلوث يعني الإبادة البطيئة للحياة فمن واجبك كإنسان الحفاظ على البيئة و تنميتها.
والسير على قوانين تضعها لبناء سليم وآمن، إنشاء شبكات للمجاري والمواد المصنعة السائلة بعيدا عن المناطق السكنية والبحار.
الموضوع الأصلى من هنا: منتديات السفير المجد التعليمية http://www.essafirelmejid.com/vb/showthread.php?t=56164
عاد آدم إلى الأديم محبا جامعا للقمامة الشوارع والمدارس، والتحق به أصدقاؤه ومن ثمّ أهل بلده ليصبح بلدا نظيفا مغروسا بالأشجار المثمرة والمزهرة.
وكتبوا رسالة لوزير الصحة نريد أن نعيش بأمان.
وعلى لافتة في مدخل البلد أهلا وسهلا بكم أحبوا الجمال واستنشقوا هواء بلادي الشافي.